و مازلت كل يوم تعود لنفس المكان ؛ مازلت تنتظر ؛ مازلت تنثر الافكار المتساقطة من رأسها كحبات الارز على الورق !
مازلت تلك الحبات كثيرة ؛
مازلت مبعثرة !
و مازلت هى تنظر !
ما زلت تكتب عن الماضى ؛
أو هكذا كانت تظن !
فقد قررت اليوم ان تتأمل
تلك الاوراق التى اصبحت تملأ جدران غرفتها حتى اصبح من الصعب بل يكاد يكون من
المستحيل ان تميز الحائط من وراء الأوراق .
استيقظت ذلك اليوم ؛ أعدت
كوب قهوتها ؛ قررت ان تجعل الاجواء مميزة بشكل ما ..
و لانه لم يعد هناك
جرامافون فقد اشعلت تلك الاغنية بصوت فيروزى خالص على الآى-باد !
بدأت تتأمل تلك الحروف
التى سُطرت بيدان مرتعشتان ؛ كانت الرسالة مختومة بدمعة جفت على الحبر .
ورقة اخرى .. الخط هو ذاته
؛ الختم هو ذاته !
ورقة تلو اخرى ؛ ختم تلو
آخر .. الـخ
كانت كالنائم الذى استيقظ
على كابوس مزعج ؛ فقد ذرفت من الدموع ما يعادل نهر لو جرى فى الصومال لروى عطش
اهله !
اصبحت تبحث بشيئ من
الثوران و الغضب عن اى ورقة تخلو من ذلك الختم ؛ لم تجد !
ادركت انها اهدرت الكثير
من الوقت فى ذلك ؛ و لم تتلقى اى جواب .
" فى أمل .. ايه فى
أمل ؛ أوقات بيطلع من ملل " ...
هكذا انتبهت لتلك الجُملة
عندما انسكب كوب القهوة الذى لم تتذوقه حتى عندما وقع فى ثورة الغضب
و الورق !
لحظات لا تتخطى الثوانى
العشر مرت عليها و كأنها ساعات ؛ كانت تسمع صوت قلبها ينبض بايقاع مميز. نظرت
لكوب القهوة و كانت تلك الجملة من الاغنية كأنها تعيد نفسها داخل اذنها ..
اندهشت ؛ ابتسمت ؛ ضحكت !
استيقظت من تلك الثوانى
على صوت ضحكاتها العالية ؛ لتكتشف انه مر الكثير من الوقت منذ ضحكت اخر مرة هكذا !
نظرت الى القهوة المسكوبة
و ضحكت اكثر ؛ اتجهت الى المطبخ و اعدت كوباً آخر و لكن تلك المرة كانت " سكر
زيادة " ؛ فقد اكتشفت ان الاول كان " سادة " و هى ملت من ذلك
الشعور " السادة " !
فتحت النافذة ؛ نظرت منها
لشعاع الشمس الذى فى البداية آلم عيناها ؛ اغمضتهما ثم فتحتهما
مرة اخرى ..
كانت تلك المرة تشعر
بالراحة اكثر ؛ بالفرحة ؛ و بذلك الصديق الذى اتاها من الصوت الفيروزى " فى
أمل .. ايه فى أمل " ...
و لكنه تلك المرة كان أمل
دون ملل !