طالما تلقيت العديد من الرسائل .
بعضٌ منها احتفظت به بين ادراجى ؛ والبعض الآخر تخلصت منه فور وصوله !
و لكن ظل بعضها حتى و ان مزقته مرتبطــاً بذاكرتى !!
لا اعلم ما الذى جعلنى اعيد التفكير فى تلك الرسائل مرة اخرى ؛
فقط وجدت نفسى اتوجه لذلك الصندوق القديم و اقرأ تلك الرسائل رسالة تلو الاخرى ..
بعضها ذكرنى بأكثر ايام حياتى سعادة ؛
و البعض الاخر ذكرنى باكثر لحظات الوحدة و الالم التى شعرت بها يومــاً .
بعضها كان يحمل بين طياته رائحة هؤلاء الذين كانوا يوماً ما بجانبنا و افترقنا عنهم ؛
فمنهم من رحل و منهم من اخذتهم الايام بعيداً و منهم ايضاً من خذلونــا !!
بعضها كان يفوح برائحة الاحلام الوردية التى كانت تكتسى بها ايام طفولتنا و شبابنـــا ؛ رائحة البرائة و الانطلاق !!
و بعضها كأنه لم يُكتب !!
لاحظت انه مع بعض الاسطر كانت ترتسم على شفتاى ابتسامة صغيرة ؛ و احيـانـاً تتمتزج بضحكة من القلب .
و مع البعض الآخر وجدت دمعة تسقط لتبلل الخطاب !
ادركت بعد ان قرأت رسائلى القديمة انها لم تكن رسائل لذلك الوقت فقط !
و لكنها كانت رسائل لـلغد أيضــاً !!
فكم من قرارات اخذتها بسبب تلك الرسائل ساهمت فى صُنع حاضرى ؛
و كم من احاسيس و مشاعر وجِدتْ و نمت بداخلى و ظلت حتى اليوم !
وجدت نفسى انى فى كثير من الاحيان كنت اتصرف بناءً على تلك السطور و ما صَدَرَتهُ لى من مشاعر و خبرات و معرفة .
فقط حينها وجدت نفسى امسك بالورقة و القلم ؛ لــ اكتب بعضاً من الرسائل .
بعضها كتبته لمن احبهم ؛ و البعض الآخر لنفسـى ..
كتبت الكثير من الاشياء التى احلم بها ؛ كتبت الكثير من الاشياء التى افكر بها ؛ و كذلك الكثير من الاشياء التى اخشاها .
ارسلت بعض الرسائل و البعض الآخر لم اقوى على ارساله !
و لكن اهم ما حرصت عليه ان ارفق كل رسالة بورقة مكتوب عليهـا :
هذه الرسالة للغد أيضـاً ؛ فلا تقرأها اليوم فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق