مارس 06، 2012

مصـر هى أُمـى " مُذكراتْ مصريـة قبل الثورة " . -2-





البدايـــــة 

مصر هى أمى .
جملة سمعناها كتير من و احنا صغيرين و رددناها أكتر ؛ بس يا ترى كام مرة فكرنا فى معناها ؟
اول مرة سمعت فيها الجملة دى و انا صغيرة استغربت .. ازاى تبقى مصر امى ؟ انا امى فى البيت ! على رأى محمود حميدة فى فيلم " اسف على الازعاج " .
لما كبرت شوية و سمعت الجملة دى مرة تانية كان تفكيرى مختلف شوية .. لو مصر هى أمى  يبقى مين أبويا ؟ !
 و هدانى وقتها تفكيرى الطفولى انه ممكن يكون النيل مثلاً !.
و لما وصلت ل 16 سنة بدأت أفكر فى أمى بجد ؛ .
يا ترى امى ادتنى ايه ؟ سألت نفسى السؤال ده و الاجابة كانت ان امى ادتنى حنان و بيت و مدرسة و شوارع و جناين
و اثار و حضارة 7000 سنة و جنسية مصرية اتباهى بيها قدام العالم كله . .
بس لقيت الحنان قاسى و البيت مش ملكى و المدرسة بقت سجن بالاكراه و الشوارع بقت تكسير و حفر و مطبات و الجناين دبلت  و الاثار مسورقة و الحضارة قصص منسية و الجنسية صاحبها بيتذل .. و ما بقاش فاضل من امى غير اسمها " مصــــر " !!
و زعلت منهــــا .
فكرت بعدها .. طب يا ترى انا قدمت لامى ايه ؟
و فضلت افكر و افكر .. لقتنى ما قدمتش أى حاجة !
وقتها أقنعت نفسى ان السبب انى لسة صغيرة و مافيش لسة حاجة فى ايدى أأقدر أأقدمها ..
 و أقنعت نفسى برضه انى لما اتخرج هستخدم دراستى كسلاح يفيد بلدى ..
و وصلت للكلية .
اكتشفت ان كل اللى كنت بفكر فيه كان غلط !
ازاى هبنى فى بلدى و انا بلومها على كل حاجة ؛ و ازاى هرضى امى و انا طول الوقت زعلانة منها
من غير حتى ما اسمع منها اى مبرر أو دفاع !
و افتكرت لما كنا فى المدرسة ؛ كتير مننا كان بيكسل يردد تحية العلم او النشيد الوطنى فى طابور الصباح اللى ما كناش اصلا بنحضره !!
 يبقى ازاى نطلب من امنا الحنية و احنا بنبخل عليها بيها ؟!!
و ساعتها قررت انى أبدأ بنفسى .. من نفســـى

يتبع ….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق