ما شربتش من نيلهـا !! "تلوث مياه النيـل "
-----------------------------
اعتقد كلنا شفنا فيلم " عسل أسود "
و خاصة المشهد الى اكل فيه مصرى - و هو اسم شخصية احمد حلمى فى الفيلم - الفسيخ عادى جدا !
و لما عطش و شرب مية بعدها و اكتشف انها من الحنفية عادى و جاية من النيل حس انه اتسمم ؛
و لانه كشخص عايش بره فـ الفكرة اللى عنده ان النيل كله تلوث
و المية بتاعته كلها بقايا كيماويات و نفايات من المصانع
ده غير طبعا فكرة الناس اللى بتنزل تستحمى فيه عادى ؛
و ما فيش مانع لو كنت فى الريف انك تاخد البقرة معاك تنزلها تستحمى و تغسل هدومك و مواعينك كمان معاك
و حتى لو كنت عايش فى مدينة
فـ ما فيش مانع انك تكسل ترمى الزبالة فى الصندوق المخصص ليها لانه بعيد فترميها فى النيل !!
و لانه مش بيشرب غير مية معدنية فطلب من ابن جارته انه يشترى له أزايز مياه معدنية .
و فعلا كان بيجبها له و هو بيشرب بكل سعادة و يقوله الطعم مختلف !!
و فى اخر الفيلم يكتشف ان ابن الجارة كان بيحط له مياه من الحنفية فى الازازة و يفهمه انها معدنية ؛
عشان لما يشرب من مياه النيل يرجع لمصر تانى !!
و مع حلاوة المشهد و الاحساس العالى اللى فيه ؛ للاسف احنا فعلا بنهين النيل و بنلوثه بكل بساطة
و بدون ادنى احساس بالمسئولية !!
و يمكن نكون بنعمل ده بتصرفات بسيطة مش بناخد بالنا منها او بنبقى واخدين بالنا بس رافعين شعار
" كبر دماغك .. ما كله بيعمل كده " !
و اهمالنا ده سواء كان تحت شعار مسابقات مين يرمى الكانز أبعد من التانى ؛
او بسلبيتنا و سكوتنا عن أصحاب المصانع اللى فاكرين النيل ده مجمع للزبالة
و فاتحين مواسير المصانع بتاعتهم عليه عشان يخلصوا نفسهم من كل ما هو غير مرغوب فيه من نفايات و بقايا
بوسيلة رخصيه و سهلة بالنسبة لهم ؛ و طظ فى اللى يتسمم او يموت او يمرض بامراض مزمنة !!
و كل ده بدون ادنى شعور بالذنب او المسئولية او الخوف سواء كان من ربنا ؛
او من الحساب اللى المفروض يقوم بيه المسئولين !!
و لان الكلام ما فيش اسهل منه فكلنا للأسف بنتكلم ..
بنتلكم و بس و بدون اى رد فعل واضح مع ان كله عارف المشكلة فين !!
و لانى قررت أبدأ بنفسى قررت انى هبلغ عن اى تجاوز فى حق النيل اشوفه بعنيا و ارفع صوتى و مش هسكت ..
اصل انا شربت من نيلها ؛ و والله بغنى لهـــا .
مصر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق