مارس 24، 2012

مصـر هى أُمـى " مُذكراتْ مصريـة قبل الثورة " . -10-

 

ما شربتش من نيلهـا !! "تلوث مياه النيـل "

-----------------------------

 

اعتقد كلنا شفنا فيلم " عسل أسود " 
و خاصة المشهد الى اكل فيه مصرى - و هو اسم شخصية احمد حلمى فى الفيلم - الفسيخ عادى جدا !
و لما عطش و شرب مية بعدها و اكتشف انها من الحنفية عادى و جاية من النيل حس انه اتسمم ؛ 
و لانه كشخص عايش بره فـ الفكرة اللى عنده ان النيل كله تلوث 
و المية بتاعته كلها بقايا كيماويات و نفايات من المصانع 
ده غير طبعا فكرة الناس اللى بتنزل تستحمى فيه عادى ؛ 
و ما فيش مانع لو كنت فى الريف انك تاخد البقرة معاك تنزلها تستحمى و تغسل هدومك و مواعينك كمان معاك 
و حتى لو كنت عايش فى مدينة 
فـ ما فيش مانع انك تكسل ترمى الزبالة فى الصندوق المخصص ليها لانه بعيد فترميها فى النيل !!
 و لانه مش بيشرب غير مية معدنية فطلب من ابن جارته انه يشترى له أزايز مياه معدنية .
و فعلا كان بيجبها له و هو بيشرب بكل سعادة و يقوله الطعم مختلف !!
و فى اخر الفيلم يكتشف ان ابن الجارة كان بيحط له مياه من الحنفية فى الازازة و يفهمه انها معدنية ؛
 عشان لما يشرب من مياه النيل يرجع لمصر تانى !!

و مع حلاوة المشهد و الاحساس العالى اللى فيه ؛ للاسف احنا فعلا بنهين النيل و بنلوثه بكل بساطة 
و بدون ادنى احساس بالمسئولية !!
و يمكن نكون بنعمل ده بتصرفات بسيطة مش بناخد بالنا منها او بنبقى واخدين بالنا بس رافعين شعار 
" كبر دماغك .. ما كله بيعمل كده " !

و اهمالنا ده سواء كان تحت شعار مسابقات مين يرمى الكانز أبعد من التانى ؛ 
 او بسلبيتنا و سكوتنا عن أصحاب المصانع اللى فاكرين النيل ده مجمع للزبالة 
و فاتحين مواسير المصانع بتاعتهم عليه عشان يخلصوا نفسهم من كل ما هو غير مرغوب فيه من نفايات و بقايا 
بوسيلة رخصيه و سهلة بالنسبة لهم ؛ و طظ فى اللى يتسمم او يموت او يمرض بامراض مزمنة !!

و كل ده بدون ادنى شعور بالذنب او المسئولية او الخوف سواء كان من ربنا ؛
او من الحساب اللى المفروض يقوم بيه المسئولين !!

و لان الكلام ما فيش اسهل منه فكلنا للأسف بنتكلم .. 
بنتلكم و بس و بدون اى رد فعل واضح مع ان كله عارف المشكلة فين !!

و لانى قررت أبدأ بنفسى قررت انى هبلغ عن اى تجاوز فى حق النيل اشوفه بعنيا و ارفع صوتى و مش هسكت ..
اصل انا شربت من نيلها ؛ و والله  بغنى لهـــا .

 مصر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق