مارس 27، 2012

مصـر هى أُمـى " مُذكراتْ مصريـة قبل الثورة " . -12-





أنــا حُر يا عم " مفهوم الحُرية الشخصيــة "
---------------------------------

موقف عادى جدا كلنا بنشوفه او بنتعرض له و احنا فى الشارع ؛
تلاقى شخص لطيف ظريف سايق عربية اى كان نوعها " ملاكى .. اجرة  .. و لا حتى موتوسكل " و شغال
 بيـــــــــــــــــــــب بيب بيب بيــــــــــــــــــــــــــــــب !!
 و ما فيش مانع طبعاً من ان صاحبه يكون ماشى جنبه و بيرد عليه بيب بيب بيب بيب بيــــــــــــــــــــــــب !!
ده غير بقـى صوت الكاسيت اللى يصلح لاحياء فرح ؛ او ممكن يُستخدم فى الترويج لحملة انتخابية .

و لو حضرتك اتنرفزت زى اى انسان طبيعى و كلمته هيكون رده عليك فى غاية الرقة و الادب و الزوق و هو بيقلك
" انا حر يا عم " !! و ما فيش مانع طبعاً انه يتبعها بــــ " هو الشارع ملكك ما تخليك فى حالك يا اخ " .
ده غير انه ممكن يزفك بالكلاكس بتاعه لحد بيتك عشان تحرم تتكلم تانى معاه او مع غير من اصحاب الكلاكسات !!

برضه موقف عادى جدا بنشوفه كلنا او بنتعرض له
لما نكون راكبين وسيلة مواصلات او فى مكان ما مغلق و فيه شخص مدخن ؛
طبعا لو ريحة السجاير ضايقتك و فكرت تقوله لو سمحت طفى السيجارة ؛
برضه هيرد عليك بكل زوق و ادب " انا حر يا عم " !!
و يسلام بقى لو راكب باص ممكن يقلك بكل زوق و ادب برضه
" طلع دماغك من الشُباك - بضم الشين - و انت مش هتشم الريحة " !!
و فى الحالــة لازم تطلعها .. يعنى هو انت احسن من أحمد حلمــى !

و بغض النظر عن ضرر السجاير بالذات ؛ فى مواقف غير دى كتير من نفس النوع بتحصل تحت شعار 
" انا حر يا عم " !!

طبعا حضرتك حر و كل حاجة ؛ بس انت حر ما لم تضر .
فــ مساحة حُريتك الشخصية تنتهى عندما تبدأ مساحة الاّخريــن .

و المشكلة ان اغلبنا عنده سوء فهم فى موضوع الحرية الشخصية ده ؛
يعنى لو حاولت تتناقش مع اى حد من الشخصيات اللى ذكرتهم فى بداية الموضوع هيكون رده عليك مقنع اوى ؛
خاصة انه رافع شعار  " انا حر " و الحرية نقطة ضعفنا كلنا اللى بنحلم بيها و باستمرارها .

و بما ان كلنا احرار ف انت حر انك تزعجنى 
بالصوت العالى او الكلاكس اللى بتضربه على الفاضى و المليان او بريحة السجاير او بــ … ؛
و انا كمان حر انى افضل عند موقفى و افضل وراك و اغلس عليك لحد ما تبطل اللى بتعمله ؛
 و ساعتها ما فيش اى مانع انى أضربك او أغلط او .. او .. او … الخ ؛ ما انا حر بقى !

و بما انى قررت أبدأ بنفسى
بقيت كل ما اتواجد فى مكان مغلق و فيه حد مدخن بقوله لو سمحت السيجارة ؛
 و ما فيش مانع من انى افضل اكح شوية قدامه لحد يتحرج و يطفيها ؛
هو اى نعم بيستسلم فى الاخر و يطفيها .. 
لكن بتظل الضغينة بداخله لانه من وجهة نظره اعتديت على حُريته الشخصية !!



مصــر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق