أغسطس 25، 2012

بلدتنا القديمــة ...




فى بلدة بيتنا القديم كانت للشُرُفات و النوافذ معنى !
كان القمر ضيفاً مقيماً ؛ و الحُلم صديقاً قريباً .
كان هناك دوماً أمل ؛ كان هناك دوماً مكان ما تلتقى فيه مشاعر الناس .
حتى الوحدة كانت مختلفة ؛ كنا نتأمل القمر و السُحب المرافقة له .
حتى اننا أحياناً كنا نتجاذب اطراف الشجار عن أى نجمة أقرب للقمر من الاخريات ؟!!
فى بلدة بيتنا القديم كنت أُراقب أضواء نوافذ جيراننا حتى تخفو .
حتى انه فى بعض الاحيان كان يُخيل لى  انى استطيع ان ارى احلامهم !
فجارنا هذا يرى والده الذى اشتاقه ؛ و جارتنا تحلم بيوم مولد طفلتها الاولى ؛ و ابن جارتنا يحلم بعجلته الجديدة التى وعده بها والده .
فى بلدة بيتنا القديم كانت الأحلام بسيطة ؛ و القلوب صافية .

فى بلدتنا الحالية الأمر مختلف .
العلاقات الانسانية أعقد ؛ أصبحت لا أستطيع ان أرى احلام جيرانى !
أصبحت أحلم قليلاً ؛ حتى انى افتقدت القمر كثيراً  !!

اليوم زُرت بلدة بيتنا القديم ..
عندما دخلت حارتنا كأنى لم أغادرها قط و كأن يوم الوداع كان بالأمس !!
كُل شيئ كما هو ؛ شُرفتنا القديمة مازالت كما هى و ان كان فقط يُغطى جدارها بعض التراب .
قدمى قادتنى تلقائياً لنافذة غرفتى ؛ فتحتها و انا مغمض العينين لافتحهما على منازل جيراننا ..
و لكن المنازل أصبحت كبيرة ؛ ادوارها كثيرة !!
و القمر هناك يطل باستيحياء من بين بين تلك الأبراج التى بدأت بالظهور ؛ أما النجوم فلم أستطع تبين سوى اثنين او ثلاثة منها ؟!!
أغمضت عينى مرة أخرى لأتذكر ذلك المشهد المرسوم فى مخيلتى منذ رحلت عنها ...

فى بلدة بيتنا القديم كانت للشُرُفات و النوافذ معنى !
كان القمر ضيفاً مقيماً ؛ و الحُلم صديقاً قريباً ..................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق