الخطوة الأولى فى حل أى مشكلة هو الاعتراف بوجودها ومعرفة أسبابها الحقيقية.
أما طور النكران الذى يختاره الأغلب لن يؤدى سوى لطريق مسدود من الأزمات، فدوماً وعند كل أزمة نظن أن الحل فى صورة مشتركة بين شيخ وقس؛ هلال وصليب والكلمة التى لا تنفك أن تتردد على السنة الجميع "إيد واحدة"؛ ثم بعد ذلك تمر بضعة أيام والجميع ينسون أو يتناسون لأننا أدمنا ثقافة دفن الرءوس فى الرمال، كل ما نصر عليه أن هذه أعمال فردية؛ والجميع فى بلدنا إخوة... إلخ.
الأزمة ليست فى مسألة فتنة؛ أو مسلم ومسيحى، وليست فى من المسئول عن هذه الأحداث، ومن فى يده السلطة لحساب المسئول عن الأحداث.
الأزمة الحقيقية فى النظرة المجتمعية لمثل تلك المواقف وما تربى عليه المجتمع، ففى المدارس نربى الطفل المسلم على احترام أخيه المسيحى، وكذلك المسيحى على احترام أخيه المسلم،ونتغافل عن الأهم وهو احترامه لأخيه الإنسان أيا كان لونه أو جنسه أو دينه.
الأزمة الحقيقية أننا نحصر ذلك الاحترام والتضامن فى صورة مبرزة يتصدرها هلال وصليب؛ ونهتف عاش الهلال مع الصليب بدلا من عاش الإنسان فى أى مكان.
ومع الوقت يبدأ ذلك الجزء من الضمير الإنسانى فى الضمور كلما حدثت حادثة، وتغافلنا عنها فتصبح عادة؛ الصورة عادة؛ والألم عادة فى نفوس من قهروا.
حتى تأتى لحظة الانفجار التى سوف تأتى على الأخضر واليابس معاً!
الخطوة الأولى فى حل أى مشكلة هو الاعتراف بوجودها ومعرفة أسبابها الحقيقية.
ومشكلتنا الحقيقية بدأت عندما فقد الإنسان وعيه وضميره؛ وأصبحت الإنسانية بلا قيمة!
----------------------------------------------------------------------
المقال نُشر فى اليوم السابع بتاريخ 14 ابريل 2013 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق