مما لا شك فيه أن الجدل السياسى القائم حاليا 90% منه قائم حول الإخوان المسلمين.
ومما لا شك فيه أيضا أن تاريخ الإخوان السياسى باعتبارهم ظلوا فترة طويلة جدا جماعة محظورة مع عدم الاعتراف بهم كحزب سياسى، بالرغم من تواجدهم على الساحة السياسية بشكل أو بآخر، وما كان يتردد عنهم من خلال النظام السابق جعل منهم فزاعة بمعنى الكلمة، يستخدمها النظام البائد ليخيف كل من يحاول الحديث عن السياسة، فدوما كنا أمام خيارين، إما استمرار النظام أو حكم الإخوان!
وسواء اتفقنا على الإخوان أو اختلفنا، فلا يجب أن ننكر أنهم من نسيج هذا الشعب، ولهم قاعدة جماهيرية مثلهم مثل أى حزب سياسى آخر.
ولكن ما يثير الدهشة هو أنه ليس النظام السابق فقط من روج لفكرة فزاعة الإخوان وصدقها، بل أصبحنا نحن أيضا نصدقها!
فعندما يدور الحديث عن انتخابات مجلس الشعب المنتظرة أشعر بالخوف والقلق فى عيون الجميع، حتى لو لم ينطق به لسانهم من أن يحصل الإخوان على نسبة كبيرة فى مجلس الشعب، كونهم حتى الآن هم القوة الأكثر تنظيما بين الكتل السياسية الموجودة على الساحة، وما يثير الدهشة أن هذا القلق والخوف ليس له أى محل من الإعراب بعد الثورة، فنحن لم نعد فى عصر شراء الأصوات، وأصبح كل منا يشعر بقيمة صوته، وأنه قادر على صناعة مستقبل بلده كما كان يتمنى، فكيف نشعر بمثل هذا الخوف ونحن نعيش عصر الثورة؟
نحن من سيختار فى النهاية وليس الإخوان، فهم مجرد مرشحين مثلهم مثل غيرهم، لهم برنامج انتخابى ملزمون بتنفيذه، ونحن من سيحكم فى النهاية سواء بالتصويت لهم أو لغيرهم.
فلنسقط تلك الفزاعة بأيدينا لنمارس الحرية والديموقراطية، ولنحترم أمـــانة أصواتنا.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=535234
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق