يناير 20، 2012

يَا المِيــدَانْ ..


 


التحرير مش مُجرد ميدان أو رمز للثورة .. و مش مجرد هتاف او صرخة او فرحة !
الميدان تاريخ صرخ بـ التحرير .. !

تاريخ الميدان مليان حكاوى  ثورية .. مش 25 يناير بس .. لا !
حكاوى الميدان من عصر الفراعنة لحد انهاردة مستمرة !

يمكن أغلبنا يعرف عن الميدان انه اول اسم ليه كان " ميدان الخديوى اسمـاعيل " نسبة للخديوى اسماعيل اللى أنشأ الميدان ليكون رابط بين ثكنات قصر النيل و قصر عابدين .
بس الميدان  تحول اسمه في عهد الملك فؤاد إلي " ميدان الإسماعيلية " .
و بعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسمه مرة تانية ليُصبح " ميـدان التحريـر " .
و اللى أصبح رمز لثورة 25 يناير فى مصر و فى العالم كله .

بس حكاوى الميدان بدأت من أيـام جدودنا الفراعنة ؛ لما قامت ثورة من أوائل الثورات فى العالم ان لم تكن أقدمـها ..
حكاية الثورة دى اللى قامت فى عهد الملك " بيبى الثانى " و اللى استمر حُكمه لما يقرب من الـ مائـة عام و كان اخر ملوك الاسرة السادسة .
و نتيجة لطول مدة حكمه حصل ضعف للحكومة ؛ و تركزت ثروات البلاد فى يد الحاشية الملكية و الكهنة و كبار رجال الدولة .
و نتيجة ده اندلعت ثورة اجتماعية فى المقام الأول ؛ قام المصريين وقتها بعمل اضراب عام شمل البلاد كلها مما أدى لشل حركة الاقتصاد و اللى اتخذها الناس كوسيلة للضغط على الملك .. و اعتصم المتظاهرين فى أكبر معابد مصر لزيادة لفت الانتباه ؛ و قاموا ببعض الاعمال التى من شأنها اجبار الملك على سماع مطالبهم كزلزلة باب المعبد و العصيان المدنى .
و فى النهاية نجحت ثورتهم و تخلى الملك عن الحكم و معاه انتهت الاسرة السادسة .
المعلومة الغريبة بقى اللى سمعتها مؤخراً ان المكان اللى اعتصم فيه المتظاهرين فى الوقت ده ؛ كان ما يوازى جغرافيـاً ميدان التحرير انهاردة !

و فى عام 1881 لما قام عرابى على رأس قوة من الجيش بالذهاب إلى قصر عابدين مطالبا الخديو بطلبات وطنية ؛ وقال قولته المشهورة « لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولن نكون عبيداً بعد اليوم » ، وكان الشعب خلف طليعة قواته وعلى رأسها «أحمد عرابى» من شارع التحرير حالياً حتى ميدان التحرير  وميدان عابدين ؛ حتى رضخ الخديو لطلبات القائد الشرقاوى
" أحمد عرابـى " .
وفى نوفمبر 1956 وبعد العدوان الثلاثى على مصر تحول الميدان الى مكان التجمع الرئيسى للمصريين للحشد والتطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد .
ميدان التحرير، هو الميدان الذى شهد خروج الطلبة المصريين فى 17و18  يناير 1968، متظاهرين رافضين أحكام الطيران، التى عرفت بهذا الاسم بعد هزيمة يونيو 1967 .
ميدان التحرير هو نفس الميدان اللى استقبل ملايين المصريين وحتى منشية البكرى يوم 10،9 يونيو 1967 رافضين تنحى الرئيس «جمال عبد الناصر» عن منصبه .
و هو نفس الميدان اللى ودعه منه الملايين مساء يوم 28 سبتمبر .

و فى يناير 1972 شهد الميدان اكبر مظاهرات طلابية من جامعة القاهرة ضد انو السادات متهمين السادات بالنكوص بعهده فى شن الحرب ضد اسرائيل رداً على عدوان 1967 .
 وبعد عام واحد من الثورة ضد السادات شهد الميدان من جديد اكبر حشد لكن المرة دى لتحية السادات بعد حرب 1973 عندما كان قادما لإلقاء خطاب النصر أمام مجلس الشعب .
ثم شهد الميدان مظاهرات ضد السادات مرة اخرى فى 18 و 19 يناير 1977 عندما تم رفع سعر عدد كبير من السلع الأساسية زى السكر و الشاى و البنزين .
و كانت النتيجة ان الناس ثارت فى باقى المحافظات مما أجبر الحكومة على الغاء قرار زياة الأسـعار .

و فى ابريل 2003 لما حدث غزو العراق ؛ اشتعلت المظاهرات فى جميع أنحا مصر لكن أكبر تجمع كان فى الميدان !

و فى 25 يناير 2011 ؛ قامت ثورة من أعظم الثورات فى تاريخ مصر و فى العالم كله .
ثورة مصرية خالصة بتنادى بنفس الشعار .. التحريــر !
" عيـش ؛ حُريـة ؛ كرامة انسـانيـة ؛ عدالـة اجتماعيــة "
ثورة كان الميدان عنوانها و رمزها و صرختها .
ثورة حولت مصر كلها لميدان واحد .. لحلم واحد .. و لمطلب واحد .

و فاتت سنـــة ..

25 يناير 2012 .. تاريخ جديد و حكاية جديدة من حكاوى الميدان .
لو نازل تحتفل فى اليوم ده .. احتفل بشرط انك تكون مقتنع ان الثورة حققت أهدافهـا من وجهة نظرك !
و لو نـازل تكمل مشوار التحرير .. اهتف بأعلى صوتك بشرط برضه انك تكون مقتنع ان الثورة مستمرة .

على مر العصور و فى حكاوى الميدان كانت دايما أيـادى اولاده بيضاء و شعارهم سلميــة .. و هتفضـل سلمية ..!
 عشان راية التحرير بيضاء و صوت الحق مش محتاج سلاح !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق