عندما تعرضت امريكا لاحداث 11 سبتمبر لم يكن ساستها و مثقفوها غافلين عن الفرصة التى اتت لهم على طبق من ذهب ليكفروا عن صورتهم اما العالم ؛ و ليلبسوا ثوب المجنى عليه ؛ فتم استغلال الحدث اعلامياً و أُنتجت الافلام وثائقية و تسجيلية و سينمائية ؛ و خصصت البرامج التيليفزيونية حلقات كاملة للقاء اُسر الضحايا و الحديث معهم .
و لم يدخر الساسة جهودهم فى ذلك ايضاً .
و عندما اراد اولاد العم اردوغان ان يقدموا انفسهم للعالم و للوطن العربى بصفة خاصة كنموذج الدولة الساحرة بمناظرهما و مزارتها السياحية و نمط حياة شعبها ؛ قدموا ذلك من خلال الفن و الاعمال الدرامية ..
حتى اصبحت المسلسلات التركية صيحة فى كل المنازل تقريباً ؛ فهم استطاعوا من خلال الصورة الجيدة و القصص التى لعبوا فيها على اوتار المشاعر الانسانية ان يجذبوا المشاهدين و من خلال ذلك ايضاً روجوا لبلادهم سياحياً فزاد معدل السياحة و اصبحت البضائع التركية مطلوبة بشدة فى الاسواق العربية .
و عندما نعود لـ 11 سبتمبر نجد فيلم صنعه جاهل يتعدى فيه على اشرف الخلق سيدنا محمد صلوات الله و سلامه عليه ؛ فيكون رد المسلمين تظاهُرات و احتجاجات فاسقاط علم هنا و حرق علم هناك ؛ ثم قتل سفير امريكا فى ليبيا و ثلاثة اخرون !
و كل ذلك تحت شعار " الدفاع عن رسول الله ﷺ " !
فهل هكذا نحن نُدافع عنه حقاُ ؟!
اذا اردنا الدفاع عن الرسول ﷺ حقاً فلنجعل اخلاقنا من اخلاقه ؛ نُعرفهم به و بدينُنَا الحنيف من خلال افعالنا ؛ فافضل دفاع عنه هو ان تدافع عنه بدينه .
سيدنا محمد ﷺ حاربه اهله فى بداية الدعوة ؛ اتهموه بالسحر والجنون وآذوه وآذوا اصحابه والمستضعفين من المسلمين كانوا يعذبوهم اشد انواع العذاب ؛ و فى فتح مكة قال لهم : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ "
قالوا : " خيراً .. أخٌ كريم وابن أخ كريم " .
فقالﷺ : " اذهبوا فأنتم الطلقاء ".
هذه هى اخلاق سيدنا محمد ﷺ و هذه هى اخلاق الاسلام .
اعمل انت كمان فيلم ؛ استغل تلك الثورة التكنولوجية فى عالم السينما و الجرافيك ؛ اعمل فيلم كارتون ليكون جُمهوره من النشئ قبل الكبار ؛ تحدث فيه عن روح الاسلام و سماحته و اخلاق المسلم الحق التى هى فى القرآن و سُنة اشرف الخلق سيدنا محمد ﷺ .
تحدث عن مواقف الرسول الانسانية و الروحية قبل ان تتحدث عن الغزوات و الفتوحات .
و اعمل فى بلدك و اجتهد فى عملك ؛ اعمل بأخلاق رسولك و لا تنسى قول الله عز و جل : وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ .
هكذا تنصر نبيك .
--------------------------------------------------
نُشر فى البوسطجى بتاريخ 17/9/2012
http://elpostagy.com/more.php?id=3000&mi_id=271