سبتمبر 04، 2012

اسمه " تيم " !





اسمه " تيم " !
-----------------------
حقاً لم تعد الذاكرة تسعفنى لاتذكر العديد من الأشياء ؛ لكن هو ..
هو فقط من أتذكر !!
حتى انى لازلت استطيع ان اصفه وصفاً دقيقاً .
لا تتعجبى يا صغيرتى .. مع انى لم امكث معه سوى ايام قليلة لكنها مازلت محفورة فى ذاكرتى .

اول مرة اسمع صوته  و هو يبكى جريت ناحية أمى ؛ ما زلت اتذكر و انا ارجوها ان تذهب له و تطمئنه ؛
فصوت بكائه كان كسكين حاد يقسمنى ؛ لم استطع تحمل ان ارى الدموع فى عينيه .
عيناه كانتا تحملان براءة الدُنيا كُلها ؛ صافيتان لونهما كزُرقة السماء لحظة شروق الشمس .
كانت امى تخشى عليه ان يقع منى ان حاولت حمله ؛ كانت تُصر ان العب معه بلطف و هو نائم على الاريكة .
فى ذلك اليوم عندما لمس يدى للمرة الأولى ؛ انامله الصغيرة كانت تداعب اناملى ؛ صوت ضحكته الطفولية البريئة جعلنى اشعر انى فى عالم اخر ..
كأن الغرفة تحولت لبستان من بساتين القصص و الاساطير ؛ كانت الفراشات تلهو حول يدينا المتعانقتان ؛ و رحيق الزهور يملأ المكان !
كان العالم و كانه اكتمل حولى .

حتى اتت تلك اللحظة التى بدا فيها و ان كل شيئ كان حُلماً جميلاً ؛ لابد ان نستيقظ منه لنرى الواقع !

قيل لى وقتها اننا سوف نلتقى مرة اخرى ؛ لسنا نحن فقط و لكن انا و هو و ابن خالتى و بنت جارتنا !!
و لصغر سنى وقتها سألتهم و متى سوف نلتقى فقد اشتقت اليهم كثيراً .
و لكنى لم اسمع جواب ؛ فقط رأيت الدموع تغمر وجه امى و ابى ؛ وجدت خالتى تقول لى : لا تقولى هذا مرة اخرى يا بُنيتى ؛ نسأل الله ان يعطيك من العُمر امداً طويلا و من السعادة كثيرا !!
لم اتبين وقتها ما العلاقة بين هذا الرد و سؤالى ؟

و بعد ايام لم اقم بعدها  و لاحصرها ؛ كبرت !
ادركت وقتها انى لن اراه قريباً و لكن عندما نلتقى سوف يكون لقاؤنا لأبد الدهر ؛ و لن يكون هناك فراق مرة اخرى .

اسمه " تيم " ؛ كاسم والدك .
فقد كُنت اتمنى من الله ان يرزقنى بطفل ذكر لاسميه على اسم اخى الصغير .
اخى تيم اصغر شهيد فى بلدتنا ؛ كان عُمره 5 شهور عندما اغتيلت بر اءته نتيجة القصف من قوات فرعون من فراعين الحُكم و المُلك ؛
و ترك لى ذكرى صوت ضحكته التى مازلت اسمعها داخلى و كأنها كانت الامس !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق